responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 335

إليه، هي التي تحمي قلبه من الاضطراب.. لكن ذلك قد يفتر ويضعف، ويحول بين القلب وتنزل السكينة، فإذا ما ورد سبب من الأسباب أعاد المعرفة لمحلها، وصار القلب أهلا لعودة السكينة إليه.

ويشير إلى هذا ما ورد في الحديث أن رجلا من أصحاب رسول الله a كان يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط، فتغشّته سحابة، فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلمّا أصبح أتى النّبيّ a فذكر ذلك له، فقال (تلك السّكينة تنزّلت للقرآن)([779])

أي أن المعارف القرآنية التي بثها الله تعالى في نفس القارئ هي التي جعلته أهلا لتنزل السكينة عليه.

ولهذا كان رسول الله a يردد مع أصحابه في أوقات الشدة الدعوات التي تطلب من الله تعالى تنزل السكينة، فقد حدث البراء، قال: رأيت رسول الله a يوم الأحزاب ينقل التّراب وقد وارى التّراب بياض بطنه وهو يقول: (لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدّقنا ولا صلّينا، فأنزل السّكينة علينا، وثبّت الأقدام إن لاقينا، إنّ الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا) ([780])

وبناء على هذا كله؛ فإن الأوامر الواردة في النصوص المقدسة، والتي تدعو المؤمنين إلى التحلي بالسكينة، هي في الحقيقة تدعوهم إلى توفير القابلية الخاصة بها، ومن الأمثلة على ذلك قوله a: (إذا أقيمت الصّلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السّكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتمّوا)([781])


[779] البخاري [فتح الباري]، 9(5011)، ومسلم(795)

[780] البخاري [فتح الباري]، 6(2836)، ومسلم(1803)

[781] البخاري [فتح الباري]، 2(908)، ومسلم(602)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست