responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 334

تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ&﴾ [التوبة: 25، 26]

والآية واضحة في أن النصر في الحقيقة لم يحصل لكل الجيش، وإنما كان للمؤمنين فقط، أولئك الذين تنزلت عليهم السكينة، والتي جعلتهم أهلا للمدد الإلهي.

وهكذا يخبر القرآن الكريم على أن الانتصار في كل المعارك يحتاج إلى السكينة، ولهذا عندما طلب بنو إسرائيل أن يخرجوا من ضعفهم وذلهم، نزلت عليهم السكينة.. والتي لم يستقبلها منهم إلا أولئك الذين ثبتوا مع طالوت.. ومع ذلك تحقق النصر، لأن فضل الله تعالى يأبى أن يشترط تحقق السكينة في الجميع، قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 248]

ولا نحب أن نخوض هنا في السكينة التي تنزلت على بني إسرائيل وحقيقتها، وصورتها، لأنها هي نفس السكينة المذكورة في القرآن الكريم جميعا.. لكن معناها وارتباطها بالتابوت، يعني أن بني إسرائيل عندما شاهدوا التابوت عادت إليهم ثقتهم في ربهم، وبعودة تلك الثقة تنزلت السكينة.

ولذلك فإن السكينة قد ترتبط بأي شيء.. لا لكون ذلك الشيء هو الذي سببها، وإنما لكونه ذكر صاحبها بالحقائق التي تعينه على تنزلها.. وذلك مثل من يقع في مهلك من المهالك، فيضطرب ويقلق، لكنه بمجرد أن يرى المنقذين الذين جاءوا لإنقاذه، تعود إليه سكينته وهدوءه، ثم يسلم نفسه لهم.

وهكذا الأمر بالنسبة للمؤمن؛ فمعارفه بالله تعالى، والتي تجعله يفوض كل شيء

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست