responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330

النّفس‌ كحياء العبد من ربّه عزّ وجلّ حين يسأله حوائجه، احتقارا لشأن نفسه، واستصغارا لها.. وأمّا حياء المحبّة: فهو حياء المحبّ من محبوبه، حتّى إنّه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحسّ به في وجهه ولا يدري ما سببه.. وأمّا حياء العبوديّة: فهو حياء ممتزج من محبّة وخوف، ومشاهدة عدم صلاح عبوديّته لمعبوده، وأنّ قدره أعلى وأجلّ منها. فعبوديّته له توجب استحياءه منه لا محالة.. وأمّا حياء الشّرف والعزّة: فحياء النّفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو عطاء أو إحسان. فإنّه يستحيي مع بذله حياء شرف نفس وعزّة.. وأمّا حياء المرء من نفسه: فهو حياء النّفوس الشّريفة العزيزة الرّفيعة من رضاها لنفسها بالنّقص، وقناعتها بالدّون. فيجد نفسه مستحييا من نفسه، حتّى كأنّ له نفسين، يستحيي بإحداهما من الأخرى، وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإنّ العبد إذا استحيى من نفسه فهو بأن يستحيي من غيره أجدر)([774])

وذكر آخر بعض أنواع الحياء، فقال: (الحياء: هو تعظيم الله عز وجل بدوام ذكره، والتزام أمره ونهيه، والإمساك عن الشكوى إلى غيره. فلا يتسخط فيما يضاد الطباع مما تجري به الأحكام، ولا ينبسط في تضييع الحرمات وتبذير الأوقات)([775])

وقال آخر: (الحياء: هو جلباب الجمال يمنع الإنسان من تعدي الحدود التي تعارف على وجودها الناس)([776])

وأما درجات الحياء، فهي ـ مثل سائر المنازل ـ تختلف بحسب المرتبة التي يترقى فيها السالك في عالم المعرفة؛ فكلما كانت معرفته أعظم كان حياؤه أشد، وقد قال بعضهم معبرا


[774] مدارج السالكين(2/ 272) بتصرف.

[775] ميزاب الرحمة الربانية في التربية بالطريقة التيجانية، ص 131.

[776] محمد غازي عرابي، النصوص في مصطلحات التصوف، ص 105.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست