اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 327
التي
قد تلحق بها.
ولهذا ورد في
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (ما كان الفحش في شيء قطّ إلّا شانه، ولا كان الحياء في شيء
قطّ إلّا زانه)([760])
ووضح ذلك في
حديث آخر، فقال: (إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستح
فاصنع ما شئت)([761])،
وهو يعني (إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار ممّا تفعله فافعل ما تحدّثك به نفسك
من أغراضها حسنا كان أو قبيحا، ولفظه أمر، ومعناه توبيخ وتهديد، وفيه إشعار بأنّ
الذّي يردع الإنسان عن مواقعة السّوء هو الحياء، فإذا انخلع منه كان كالمأمور
بارتكاب كلّ ضلالة، وتعاطي كلّ سيّئة)([762])
ولهذا كان من
صفات الكمال، التي لا يتحلى بها إلا من كملت نفسه، وتنزهت وتهذبت عن السفاسف، بل
إن رسو الله a أخبر أنه من صفات الله تعالى، فقال: (إنّ ربّكم حييّ كريم يستحيي من عبده
إذا رفع يديه إليه يدعوه أن يردّهما صفرا، ليس فيهما شيء)([763])
وأخبر
عن حب الله له، ففي الحديث أنه قال لبعض أصحابه: (إنّ فيك خلّتين يحبّهما الله عزّ
وجلّ.. الحلم والحياء)([764])
ولهذا
كان رسول الله a، وهو معدن الأدب وإكسيره، وشمس الأخلاق الطيبة ونورها، مشهورا
بالحياء، معروفا به عند كل من صحبه ورآه، وقد قال أبو سعيد الخدري يصفه: (كان رسول
الله a أشد
حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في