responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322

وقال آخر: (السخاء هو التوسط في الإعطاء والأخذ، وهو أن ينفق الأموال فيما ينبغي، بمقدار ما ينبغي، وعلى ما ينبغي)([743])

وقال آخر: (السخاء هو وسط بين رذيلتين، أحدهما: السرف والتبذير، والأخرى: البخل والتقتير)([744])

وقال آخر: (السخاء هو العطاء على قدر الحاجة من غير مزيد لمصلحة يراها المعطي)([745])

وذكر بعضهم علامات السخاء، فقال: (علامات السخاء ثلاثة البذل مع الحاجة، وخوف المكافات، واستقلال العطا، والحمد على النفس إغشاماً لإدخال السرور على قلوب الناس)([746])

أما درجات السخاء؛ فهو بحسب المرتبة التي تحل فيها النفس، فبقدر رقيها يكون سخاؤها، وقد روي في هذا امرأة من الصالحات، قالت لجماعة: ما السخاء عندكم؟ قالوا بذل المال، قالت هو سخاء أهل الدنيا والعوام، فما سخاء الخواص؟ قالوا: بذل الجهود في الطاعة، قالت: ترجون الثواب؟ قالوا: نعم. قالت: تأخذون العشرة بواحد لقوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160] فأين السخاء؟ قالوا فما عندك؟ قالت: (العمل لله لا للجنة ولا للنار ولا للثواب وخوف العقاب، وذلك لا يمكن إلا بالتجريد والتفريد والوصول إلى حقيقة الوجود)([747])


[743]تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، ص 27.

[744] تهذيب الأخلاق، ص 35.

[745]الفتوحات المكية، ج1 ص 586.

[746]المقدمة في التصوف وحقيقته، ص 44.

[747]إسماعيل حقي البروسوي، تفسير روح البيان، ج 2 ص 115.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست