وقال: (لو عندي مثل أحد
ذهبا ما سرني أن يأتي علي ثلاث ليال، وعندي منه شئ إلا شيئا أرصده لدين) ([719])
وقد كان أصحابه والمقربون
إليه يعرفون هذه الصفة فيه، ويصفونه بها، فعن الإمام علي أنه كان إذا نعت رسول
الله a قال: كان أجود الناس كفا ([720]).
وكان من الصفات التي عرفه
من خلالها الكل هو أنه كان أبعد الناس عن رد أي سائل يسأله، مؤتمرا في ذلك بما
أمره الله تعالى به، قال تعالى:﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10)﴾
(الضحى)
وقد كانت الصفة التي عرف
بها النبي a.. عرفه بها جميع الناس.. أنه لا يسأل شيئا إلا
أعطاه، فعن أنس قال: ما سئل رسول الله a على الإسلام شيئا
إلا أعطاه([721]).
وذكر نموذجا لذلك، فقال:
فسأله رجل غنما بين جبلين فأعطاه إياها، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فوالله إن
محمدا ليعطى عطاء من لا يخاف الفقر([722]).
وقال: وإن كان الرجل ليجئ
إلى رسول الله a وما يريد بذلك إلا الدنيا، فما يمسي حتى يكون دينه
أحب إليه من الدنيا وما بينها ([723]).
وعن سهل بن سعد قال: كان
رسول الله a حييا لا يسأل شيئا إلا أعطى ([724]).