اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 292
عظيم، وصبر يوسف عليه
السلام على الجب والسجن فنال ملك مصر وقال له أخوته: ﴿لَقَدْ آثَرَكَ
اللَّهُ عَلَيْنَا﴾)([633])
وقال آخر:(حقيقتها هي
منزلة الإحسان إلى الناس، وكف الأذى عنهم، واحتمال أذاهم، فهي استعمال حسن الخلق
معهم، فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله)([634])
وقال آخر:(الفتوة من أعظم
خصال الخير جامعة كمال المروءة وحسن الخلق والإيثار على النفس واحتمال الأذى وبذل
الندى وطلاقة الوجه والقوة على ذلك، حتى تكون فتوته على ذلك فتوة الفتيان والصفح
عن العثرات ويكون خصما لربه على نفسه وينصف من نفسه ولا ينتصف ولا ينازع فقيرا ولا
غنيا ويستوي عنده المدح والذم والدعاء والطرد ولا يحتجب ولا يدخر ولا يعتذر ويظهر
النعمة ويحقق المحبة سرا وعلنا فإذا قوي على ذلك فهو الفتى وإذا اجتمع قوم على ذلك
وتعاهدوا عليه فنعم ما هو)([635])
وهكذا وردت الكثير من
التعريفات التي تربطها ببعض جوانب المروءة والأخلاق الحسنة، ومنها قول بعضهم:
(الفتوة: هي العفو عن زلل الإخوان)([636])
وقال آخر: (الفتوة: هي
الإيثار مع الاضطرار ولو بالطاعات يوم القيامة)([637])
وقال آخر: (الفتوة: هي أن
تنظر الخلق كلهم بعين الأولياء، ولا تستقبح منهم إلا ما خالف الشرع)([638])
[633]
ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 137، 138.