اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 275
العباد
على الله إذا فعلوا ذلك)، قال:(الله ورسوله أعلم) قال:(حقهم عليه أن لا يعذبهم
بالنار)([604])
ومثلها
الأحاديث التي تبين أنواع الحقوق التي أوجبها الله على عباده، ومنها قوله a: (ثلاثة
يؤتون أجرهم مرّتّين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه، وأدرك النّبيّ a فآمن به واتّبعه وصدّقه فله
أجران، وعبد مملوك أدّى حقّ الله تعالى وحقّ سيّده، فله أجران، ورجل له أمة فغذاها
فأحسن غذاءها، ثمّ أدّبها فأحسن أدبها، ثمّ أعتقها وتزوّجها فله أجران) ([605])
وهذا
الحديث يصنف الحقوق التي يجب أداؤها إلى صنفين: حقوق الله تعالى بذكره وعبادته
والتوجه الصادق له.. وحقوق الخلق بحسب درجاتهم ومراتبهم.. فيعطي كل واحد منهم الحق
الذي كلف به من جهته.
ولهذا
يرد في القرآن الكريم الجمع بين هذه الحقوق جميعا، كإشارة إلى أنها في مرتبة
واحدة، والتقصير في واحد منها تقصير في الجميع.
ومن الأمثلة على ذلك الحقوق الواردة في قوله تعالى ـ وهو يقرن التوجه إليه
بالعبودية بالتوجه للمحتاجين بما يسد حاجاتهم ـ:﴿الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ
هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ(3)﴾ (البقرة)
وهكذا تقترن الصلاة بالنفقة والزكاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، كقوله
تعالى:﴿
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)﴾ (الأنفال)