وقال
آخر: (الأدب مع الله بتعظيم شعائر الله، ومع الخلق بالصمت والمحبة)([590])
واتفقوا
على أنه يختلف باختلاف درجة السالكين؛ فكلما ازداد رقي السالك كلما ازداد أدبه،
وقد قال بعضهم معبرا عن ذلك: (الأدب على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: منع الخوف أن
يتعدى إلى الإياس، وحبس الرجاء أن يخرج إلى الأمن، وضبط السرور أن يضاهي الجرأة.. والدرجة
الثانية: الخروج من الخوف إلى ميدان القبض، والصعود عن الرجاء إلى ميدان البسط،
والترقي عن السرور إلى ميدان المشاهدة.. والدرجة الثالثة: معرفة الأدب، ثم الغنى
عن التأدب بتأديب الحق، ثم الخلاص من شهود أعباء الأدب)([591])
وقال
آخر: (الأدب على ثلاث أقسام: أدب العام: هو ترك ما لا يعني وإن كان صادقاً.. أدب
الخاص: وهو أن يعرف الخير فيحث نفسه عليه، ويعرف الشر فيزجرها عنه.. أدب الأخص:
وهو المعرفة في النعم والنقم)([592])
وقال
آخر: (الناس في الأدب متفاوتون وهم على ثلاث طبقات: أهل الدنيا، وأهل الدين، وأهل
الخصوصية من أهل الدين.. فأما أهل الدنيا: فإن أكثر آدابهم في الفصاحة، والبلاغة،
وحفظ العلوم، وأسمار الملوك، وأشعار العرب، ومعرفة الصنايع.. وأما أهل الدين: فإن
أكثر آدابهم في رياضة النفوس، وتأديب الجوارح، وطهارة الأسرار، وحفظ الحدود، وترك
الشهوات، واجتناب الشبهات، وتجريد الطاعات، والمسارعة إلى الخيرات..