responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234

في مقام الروح. ومن أمارات الأواب المشتاق: أن يستبدل المخالطة بالعزلة، ومنادمة الأخدان بالخلوة، ويستوحش عن الخلق ويستأنس بالحق، ويجاهد نفسه في الله حق جهاده ساعياً في قطع تعلقها عن الكونين.. والمرتبة الرابعة: وهي للنفس المطمئنة، وهذه مرتبة الأنبياء وأخص الأولياء)([486])

وقال آخر: (التوبة على ثلاثة أقسام: أولها من الخطأ إلى الصواب، وثانيها من الصواب إلى الأصوب، وثالثها من الصواب ذاته إلى الحق.. فالتوبة من الخطأ إلى الصواب: كقوله تعالى: ﴿والَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً أوظَلَموا أَنْفُسَهُمْ ذَكَروا اللَّه فاسْتَغْفَروا لِذُنوبِهِمْ﴾.. والتوبة من الصواب إلى الأصوب: هي ما قاله موسى عليه السلام: ﴿تُبْتُ إِلَيْكَ﴾.. والتوبة من النفس إلى الحق: ما قاله النبي: (وإنه ليغان على قلبي وأني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة)([487]))([488])

وقال آخر: (التوبة على ثلاثة أقسام: توبة بالأقوال، وتوبة بالأفعال، وتوبة بالأحوال.. توبة العوام: من النيات.. وتوبة الخواص: من رؤية الحسنات.. وتوبة خواص الخواص: مما سوى الله.. وفوق ذلك: فناء وبقاء)([489])

ولهذا ذكروا أن للتوبة ارتباط بكل المنازل، ذلك أن كل من ترقى درجة من الدرجات، يكتشف القصور الذي كان في المنازل التي كان فيها، فيبادر إلى إصلاحها، ويستغفر الله من تقصيره فيها، وقد قال بعضهم في ذلك: (كل المقامات تفتقر إلى التوبة: فالتوبة: تفتقر إلى توبة أخرى بعدم نصوحها.. والخوف: يفتقر إليها بحصول الأمان


[486] إسماعيل حقي البروسوي، تفسير روح البيان، ج 1 ص 138.

[487] رواه مسلم ج: 4 ص: 2075.

[488] د. قاسم غني، تاريخ التصوف في الإسلام، ص 314، 315.

[489] علي الكيزواني، زاد المساكين إلى منازل السالكين، ص 26.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست