responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213

الهجرة، ‌ويوضع السلى على ظهره أثناء ركوعه وسجوده، وما زاده ذلك إلا إصرارًا وعزمًا ‌وثباتًا وصبرًا.

لقد أنزل على رسول الله a في تلك المواقف الشديدة آيات كثيرة لا تدعوه إلا إلى الثبات والصبر.. فبهما وحدهما يتحقق التمكين..

وفي بعض تلك المواقف الشديدة جاءه خباب بن الأرت فقال: ألا ‌تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في ‌الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط ‌بأمشاط من حديد من دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه)([430])

فرسول الله a دعاهم بذلك إلى رفع هممهم والاقتداء بالصادقين من أتباع الأنبياء عليهم السلام، باعتبارهم المثل الأعلى.

ولهذا أخبر a عن الفرق بين طاقات التحمل، والتي تحددها أنواع الهمم، فقال: (إن ‌عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله ‌الرضا، ومن سخط فله السخط)([431])

وأخبر الله تعالى عن الفرق بين المؤمنين من أصحاب الهمم العالية ومن دونهم، فقال: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ ‌يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:23)

وهكذا أخبر عن الفروق بين المؤمنين بسبب أعمالهم ومواقفهم التابعة لهممهم، ومن ذلك قوله: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ

 


[430] رواه البخاري.

[431] رواه الترمذي وحسنه.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست