responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199

أشياء: بنور العقل، وشيم برق المنة، والاعتبار بأهل البلاء.. وأما مطالعة الجناية فإنها تصح بثلاثة أشياء: بتعظيم الحق، ومعرفة النفس، وتصديق الوعيد.. وأما معرفة الزيادة والنقصان في الأيام فإنها تستقيم بثلاثة أشياء: بسماع العلم، وإجابة دواعي الحرمة، وصحبة الصالحين. وملاك ذلك كله: خلع العادات)([413])

الإرادة:

أما الإرادة؛ فإنها ذلك الانزعاج الذي يصيب النفس نتيجة تقصيرها، وخوفا من مصيرها، وشوقا للجمال الذي كان مغيبا عنها بسبب نومها.. ولذلك تحث صاحبها وتدفعه بقوة إلى استعمال كل الوسائل للتغيير والتجدد وتصحيح كل ما فرط فيه.

وقد عرفها بعضهم، فقال: (الإرادة: هي توديع الوسادة.. وأن تحمل من الوقت زاده.. وأن يألف سهاده، ويهجر رقاده.. وهي لوعة تهون كل روعة.. وهي اهتجاج اللب، وانزعاج القلب)([414])

وقال آخر: (الإرادة: هي قصد الوصول إلى المحبوب بنعت المجاهدة، أو التحبب إلى الله بما يرضى، والخلوص في نصيحة الأمة، والأنس بالخلوة، والصبر على مقاساة الأهوال، ومنازلات الأحوال، والإيثار لأمره، والحياء من نظره، وبذل المجهود في محبوبه، والتعرض لكل سبب يوصل إليه، وصحبة من يدل عليه، والقناعة بالخمول، وعدم سكون القلب إلى شيء دون الوصول. وهي أول منـزلة القاصدين، وبدء طريق السالكين)([415])

وقال آخر: (الإرادة: حبس النفس عن مراداتها، والإقبال على أوامر الله، والرضا


[413] منازل السائرين، ص 11، 13.

[414] أربع رسائل في التصوف لأبي القاسم القشيري، ص 64.

[415] معراج التشوف إلى حقائق التصوف، ص 13.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست