اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 182
وغيرها من النصوص الكثيرة
التي تحذر من الرياء والسمعة والعجب، وكل ما يقدح في الإخلاص.
أما كيفية التحقق بالإخلاص
ـ أيها المريد الصادق ـ فقد سبق لي أن ذكرت لك في رسائلي السابقة ما ورد من النصوص
المقدسة حول كيفية التخلص من الرياء والعجب والغرور، وغيرها من المثالب.. وهي
معينة للتحقق بالدرجات الأولى من الإخلاص.
وأهمها ما أشار إليه
الإمام الصادق بقوله: (لا يصير العبد عبداً خالصاً لله عزّ وجلّ حتّى يصير المدح
والذمّ عنده سواء، لأنّ الممدوح عند الله عزّ وجلّ لا يصير مذموماً بذمّهم وكذلك
المذموم، فلا تفرح بمدح أحد فإنّه لا يزيد في منزلتك عند الله، ولا يغنيك عن
المحكوم لك والمقدور عليك.
ولا تحزن أيضاً بذمّ أحدٍ
فإنّه لا ينقص عنك به ذرّة، ولا يحطّ عن درجة خيرك شيئاً، واكتفِ بشهادة الله
تعالى لك وعليك، قال الله عزّ وجلّ: (﴿وكفى بالله شهيداً ﴾.. ومَن
لا يقدر على صرف الذمّ عن نفسه ولا يستطيع على تحقيق المدح له، كيف يُرجى مدحه أو
يُخشى ذمّه ؟.. واجعل وجه مدحك وذمّك واحداً، وقف في مقامٍ تغتنم به مدح الله عزّ
وجلّ لك ورضاه، فإنّ الخلق خُلقوا من العجين من ماء مهين، فليس لهم إلاّ ما
سعوا.).. قال الله عزّ وجلّ: (﴿ وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى ﴾،
وقال عزّ وجلّ: (﴿ ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا يملكون موتاً ولا
حياة ولا نشوراً ﴾)([364])
وعبر بعض الحكماء عن هذا
المعنى، فقال: (علامة إخلاصك أنك لا تلتفت إلى حمد الخلق، ولا
إلى
ذمهم، ولا تطمع فيما في أيديهم، بل تعطي الربوبية حقها، تعمل للمنعم لا