responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174

وعبر آخر عن تلك الدرجات، فقال: (إخلاص كل عبد في أعماله على حسب رتبته ومقامه: فأما من كان منهم من الأبرار، فمنتهى درجة إخلاصه: أن تكون أعماله سالمة من الرياء الجلي والخفي، وقصد موافقة أهواء النفس طلبا لما وعد الله تعالى به المخلصين من جزيل الثواب وحسن المآب.. وهذا من التحقيق بمعنى قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: 5].. وحاصل أمره إخراج الخلق عن نظره في أعمال بره مع بقاء رؤيته لنفسه في النسبة إليها والاعتماد عليها.. وأما من كان منهم من المقربين، فقد جاوز هذا إلى عدم رؤيته لنفسه في عمله، فإخلاصه إنما هو في شهود انفراد الحق تعالى بتحريكه وتسكينه من غير أن يرى لنفسه في ذلك حولا ولا قوة، ويعبر عن هذا المقام: بالصدق الذي يصح به مقام الإخلاص.. وهو من التحقق بمعنى قوله تعالى: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].. فعمل الأول هو العمل لله تعالى، وعمل الثاني هو العمل بالله)([343])

وعبر آخر عن تلك الدرجات بقوله: (الإخلاص على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: إخراج رؤية العمل من العمل، والخلاص من طلب العوض على العمل، والنـزول عن الرضا بالعمل.. والدرجة الثانية: الخجل من العمل مع بذل المجهود، وتوفير الجهد بالاحتماء من الشهود، ورؤية العمل في نور التوفيق من عين الجود.. والدرجة الثالثة: إخلاص العمل بالخلاص من العمل، تدعه يسير مسير العلم، وتسير أنت مشاهداً للحكم، حراً من رق الرسم)([344])

وقال آخر: (الإخلاص على ثلاثة أقسام هي: إخلاص العام: وهو تصفية العمل من الكدورات.. وإخلاص الخاص: وهو إخراج الخلق من المعاملات.. وإخلاص الأخص:


[343]غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية، ج 1 ص 75.

[344] منازل السائرين، ص 40، 41.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست