اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 168
والشرع قد أثنى على
المتوكلين، فكيف ينال مقام من مقامات الدين بمحظورات الدين؟)([330])
وقال آخر فيمن ترك الطلب
والسعى، وتواكل بحجة أن الرزق يطلب العبد كما يطلبه أجله: (إن كانوا قعدوا ينبغى
لهم أن يقوموا وأن يطلبوا، تحرزا من الطمع وفساد القلب، فلا يضيع حق الزوجة
والولد، برغم أن أرزاقهم على اللَّه، فهذا تارك للسبيل والسنة، لقوله
تعالى:﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ ﴾ (البقرة: 233)([331])
وقال آخر: (من طعن فى
الحركة، فقد طعن فى السنة، ومن طعن فى التوكل فقد طعن فى الإيمان، والتوكل حال
النبى a، والكسب سنته، فمن بقى على حاله فلا يتركن سنته)([332])
وقال
آخر: (إن هناك أقواماً كثيرة يزعمون أن السعي للرزق يتعارض مع التوكل، وهم في
الواقع إنما جهلوا حقيقة السنة وسر الأنبياء في كل زمان مما يرويه لنا القرآن)([333])
وقال
آخر: (التوكل لا ينافي السبب: لأن التوكل هو الاعتماد على الله تعالى وهو من أعمال
القلب، والسبب من أعمال الجوارح، فإذا كان الإنسان معتمدا بقلبه على الله تعالى
يرى الأمور كلها من الله تعالى، ويعتقد أن الله تعالى يخلق الرزق عند السبب)([334])
ومما
يروى في هذا أن بعض الزهاد فارق الأمصار وأقام في سفح جبل سبعا، وقال: لا أسأل
أحدا شيئا حتى يأتيني ربي برزقي، فقعد سبعا، فكاد يموت ولم يأته رزق. فقال: يا رب
إن أحييتنى فأتني برزقي الذي قسمت لي، وإلا فاقبضنى إليك، فأوحى اللّه جل ذكره