اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 162
الجنتين:﴿ وَلَوْلا
إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
﴾ (الكهف: 39) أي هلا إذا أعجبتك جنتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت اللّه
على ما أنعم به عليك، واعتبرته من مشيئة الله وقوته لا من مشيئتك وقوتك.. وفي هذا
دليل على ما تكسبه هذه الكلمة من تواضع في نفس قائلها وتأدبه مع ربه تعالى.
ومن الأذكار الواردة في السنة، والتي يتبرأ فيها المؤمن من
حوله وقوته إلى حول الله وقوته ما ورد في دعاء الاستخارة، فهو كله تفويض ورجوع إلى
الله، وتبرؤ من حول العبد وقوته إلى حول الله وقوته.
وقد روي أن رسول الله a كان يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كما يعلمهم السورة
من القرآن، ويقول a:(إذا هم أحدكم
بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك
بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام
الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة
أمري فاقدره لي ويسره، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي في ديني ومعاشي
وعاقبة أمري فاصرفني عنه، واصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)([319])
فكل الألفاظ الواردة في هذه
الاستخارة تدل على تبرؤ العبد من حوله وقوته إلى حول الله وقوته.. والاستخارة
نفسها دليل على تفويض المؤمن أموره لله، استغناء بتدبيره واختياره.
ومثل
ذلك ما ورد في الأدعية الكثيرة.. التي تدل على
الحقائق الإيمانية المثمرة للتفويض والتوكل والبراءة من حول العبد وقوته إلى حول
الله وقوته..
ففي دعاء النوم علمنا رسول الله a أن نقول:(اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت