اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 156
وقال آخر: (لا تعترض.. فإن من عرف أن البلايا من مولاه وسيده الذي هو أرحم به من
والدته ووالده، كيف يبقى له بالألم إحساس؟ أم كيف لا يتلذذ به كما يتلذذ بالنعمة
سائر الناس؟)
وقد أشار الشاعر إلى هذا
المعنى، فقال:
وخفف عني ما ألاقي من العنا بأنك أنت المبتلي
والمقدر
وما لامرئ عما قضى الله معدل وليس له منه الذي يتخير
وقال آخر: (ليخفف ألم
البلاء عنك علمك بأنه سبحانه هو المبلي لك، فالذي واجهتك منه الأقدار، هو الذي
عودك حسن الاختيار)
وقال آخر: (لا تعترض.. فإن السكون
والهدوء والرتابة والعطالة نوع من العدم والضرر، وبعكسه الحركة والتبدل وجودٌ
وخير، فالحياة تتكامل بالحركة، وتترقى بالبلايا، وتنال حركات مختلفة بتجليات الأسماء،
وتتصفى وتتقوى وتنمو وتتسع، حتى تكون قلماً متحركاً لكتابة مقدراتها، وتفى
بوظائفها، وتستحق الأجر الأخروي)
هذا
جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فتأمل هذه الحكم والدرر التي وردت في
النصوص المقدسة، وشرحها لك أئمة الهدى، وورثتهم، فهي وحدها من يملأ قلبك
بالاستسلام لربك، والتسليم له في كل الشؤون، وفي جميع المجالات، وهو وحده من يملأ
نفسك بالطمأنينة، وقلبك بالرضا، وحياتك بالسعادة؛ فلا يمكن أن تطمئن نفس تعترض على
ربها، أو تجادل في تدبيره ومشيئته...
....
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 156