اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 144
يكون إلا لأرباب المقامات.
وحقيقته: ابتهاج القلب، وسروره بالمقضي)([296])
وقال آخر: (أهل الرضا في
الرضا على ثلاثة أحوال: فمنهم: من عمل في إسقاط الجزع، حتى يكون قلبه مستوياً لله
تعالى فيما جرى عليه من حكم الله من المكاره والشدائد والراحات والمنع والعطاء.. ومنهم:
من ذهب عن رؤية رضائه عن الله تعالى برؤية رضا الله عنه.. ومنهم: من جاوز هذا،
وذهب عن رؤية رضا الله عنه ورضاه عن الله لما سبق من الله تعالى لخلقه من الرضا)([297])
وقال آخر: (الرضا على ثلاث
درجات: الدرجة الأولى: رضا العامة: وهو الرضا بالله رباً بسخط عبادة ما دونه، وهذا
قطب رحى الإسلام، وهو يطهر من الشرك الأكبر، وهذا يصح بثلاثة شرائط: أن يكون الله
تعالى أحب الأشياء إلى العبد، وأولى الأشياء بالتعظيم، وأحق الأشياء بالطاعة.. والدرجة
الثانية: الرضا عن الله تعالى، وبهذا الرضى نطقت آيات التنـزيل، وهو الرضا عنه في
كل ما قضى، وهذا من أوائل مسالك أهل الخصوص. ويصح بثلاثة شرائط: باستواء الحالات
عند العبد، وبسقوط الخصومة مع الخلق، وبالخلاص من المسألة والإلحاح.. والدرجة
الثالثة: الرضا برضى الله، فلا يرى العبد لنفسه سخطاً، ولا رضا، فيبعثه على ترك
التحكم، وحسن الاختيار، وإسقاط التمييز ولو أدخل النار)([298])
هذا جوابي على أسئلتك ـ
أيها المريد الصادق ـ فاحرص على أن ترقى بنفسك إلى هذه المرتبة الرفيعة، فلا يمكن
أن تصحح علاقتك بالله من دون أن تكون من الراضين عنه، وقد