responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126

الإدلال، أو سوء الأدب مع الله، مثلما وقع من بعضهم حين صاروا يتحدثون عن الله أو معه بما لا يتناسب مع جلاله وعظمته، وذلك دليل على فقدانهم لما يدعونه، كما قال بعضهم معبرا عن ذلك: (لا يكون الأنس باللّه إلا ومعه التعظيم، لأن كل من استأنست به سقط عن قلبك تعظيمه إلا اللّه تعالى فإنك لا تتزايد به أنسا إلا ازددت منه هيبة وتعظيما) ([234])

ولهذا لا تلتفت ـ أيها المريد الصادق ـ لما يروونه في الإسرائيليات من أن بعض صالحي بني إسرائيل راح يقول مخاطبا ربه، طالبا السقيا: (ما هذا من فعالك، ولا هذا من حلمك، وما الذي بدا لك؟ أنقصت عليك عيونك! أم عاندت الرياح عن طاعتك! أم نفد ما عندك! أم اشتد غضبك على المذنبين ألست كنت غفارا قبل خلق الخطائين خلقت الرحمة، وأمرت بالعطف، أم ترينا أنك ممتنع؟ أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة) ([235])

فمثل هذه الأحوال لا يستحسن الاستدلال بها، أو نشرها بين عامة الناس؛ فذلك مما أدى إلى تلك الطامات العظيمة، التي شوهت علم التزكية، وحولته إلى مجال ممتلئ بالدعاوى.

وقد ذكر بعض الحكماء ذلك، منتقدا له، فقال عند حديثه عن ظاهرة [الشطح]: (أحدهما: الدعاوي الطويلة العريضة في العشق مع اللَّه تعالى، والوصال المغني عن الأعمال الظاهرة، حتى ينتهى قوم إلى دعوى الاتحاد وارتفاع الحجاب، والمشاهدة بالرؤية والمشافهة بالخطاب، فيقولون: قيل لنا كذا وقلنا كذا، ويتشبهون فيه بالحسين بن منصور الحلاج الذي صلب لأجل إطلاقه كلمات من هذا الجنس، ويستشهدون بقوله: أنا الحق. وبما حكى عن


[234] عوارف المعارف (ص: 570)

[235] ذكره الغزالي ووافق عليه، لكنا نرى أن ذلك لا يصح، وأنه مقدمة لما حصل بعد ذلك من التهتك والشطح وغيره، انظر: إحياء علوم الدين،14/119.

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست