responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 123

من تلك الأحوال السنية، بل كن من المشتاقين إليها، الحريصين على تحصيلها، الذين ملأهم الحزن على خلو قلوبهم منها، لعل الله تعالى يحول من ذلك الشوق واقعا تعيشه، فيمتلئ قلبك بتلك المشاعر النبيلة التي عبر عنها بعضهم، فقال:

القلب محترق والدمع مستبق.. والكرب مجتمع والصبر مفترق

كيف القرار على من لا قرار له.. ما جناه الهوى والشّوق والقلق

يا ربّ إن يك شيء فيه لي فرج.. فامنن عليّ به ما دام بي رمق

وقال آخر مخاطبا ربه:

أيها السيد الكريم.. حبك بين الحشا مقيم

يا رافع النوم عن جفونى.. أنت بما مر بى عليم

وقال آخر يذكر الأحوال التي يمر بها المحبون:

عجبت لمن يقول ذكرت إلفى.. وهل أنسى فأذكر ما نسيت؟

أموت إذا ذكرتك ثم أحيا.. ولو لا حسن ظنى ما حييت

فأحيا بالمنى وأموت شوقا.. فكم أحيا عليك! وكم أموت!

شربت الحب كأسا بعد كأس.. فما نفد الشراب وما رويت

وقال آخر: دخلت على بعض المحبين غرفته، وهو يكنس بيته بخرقة ويقول([228]):

و ما رمت الدّخول عليه حتّى.. حللت محلّة العبد الذّليل

و أغضيت الجفون على قذاها.. وصنت النّفس عن قال وقيل

وقال آخر في وصف المحبين وأحوالهم: (عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظرا إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هويته، وصفا شربه من كأس وده، وانكشف


[228] اللمع في التصوف (ص: 263)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست