اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 123
من تلك الأحوال السنية، بل
كن من المشتاقين إليها، الحريصين على تحصيلها، الذين ملأهم الحزن على خلو قلوبهم
منها، لعل الله تعالى يحول من ذلك الشوق واقعا تعيشه، فيمتلئ قلبك بتلك المشاعر
النبيلة التي عبر عنها بعضهم، فقال:
القلب محترق والدمع مستبق..
والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار
له.. ما جناه الهوى والشّوق والقلق
يا ربّ إن يك شيء فيه لي
فرج.. فامنن عليّ به ما دام بي رمق
وقال آخر: دخلت على بعض
المحبين غرفته، وهو يكنس بيته بخرقة ويقول([228]):
و ما رمت الدّخول عليه
حتّى.. حللت محلّة العبد الذّليل
و أغضيت الجفون على قذاها..
وصنت النّفس عن قال وقيل
وقال آخر في وصف المحبين
وأحوالهم: (عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظرا إليه بقلبه
أحرق قلبه أنوار هويته، وصفا شربه من كأس وده، وانكشف