اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 406
لتدل على الأحكام المجرّدة باصطلاح، ومنها ما وضع لتدل على
العمل بها، ومنها ما وضع لتدلّ على النتائج الحاصلة عن ذلك العمل، وإذا حققت لم
تجد هناك إلاّ الشريعة)([487])
وقد عبر على هذا المعنى
كل الحكماء، على اختلاف بينهم في بعض المصطلحات، ولا مشاحة في الاصطلاح، وقد قال
بعضهم في تعريف التحقق المرتبط بالحقيقة: (التحقق هو شهود الحق
في صور أسمائه التي هي الأكوان، فلا يحتجب المحقق بالحق عن الخلق، ولا بالخلق عن
الحق)([488])
وقال آخر: (التحقق: هو
وقوف القلب بدوام الانتصاب بين يدي من آمن به)([489])
وقال آخر في تعريف
التحقيق: (التحقيق: هو مشاهدة الأرواح)([490])
وقال آخر: (التحقيق:
تكلف العبد لاستدعاء الحقيقة، جهدة وطاقته)([491])
وقال آخر: (التحقيق:
تلخيص مصحوبك من الحق، ثم بالحق، ثم في الحق، وهذه أسماء درجاته الثلاث.. أما درجة
تلخيص مصحوبك من الحق: أن لا يخالج علمك علمه.. أما الدرجة الثانية: فأن لا ينازع
شهودك شهوده.. وأما الدرجة الثالثة: فأن لا يناسم رسمك سبقه، فتسقط الشهادات،
وتبطل العبارات، وتفنى
[487] ابن عليوة، أعذب المناهل في الأجوبة والمسائل، نقلا عن: صفحات مطوية في التصوف الإسلامي،
ص154.
[488] كمال
الدين القاشاني، اصطلاحات الصوفية، ص 156 0
[489] د.
عبد المنعم الحفني، معجم مصطلحات الصوفية، ص 43.
[490] أبو
عبد الرحمن السلمي، طبقات الصوفية، ص 380.