responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 396

فليس بين الله وبين عباده مسافة حتى يقطعوها بأجسادهم للقائه.

ولذلك كلما تحقق حضور العبد النفسي مع الله، كلما تحقق له اللقاء به، ولذلك ربط الله تعالى اللقاء بالمجاهدة.

أما ارتباط اللقاء بغير المؤمنين، أو بالخلق جميعا في النشأة الأخرى، فذلك لأنها دار الحقائق، لا دار الاختبار، واللقاء حينها ليس بالضرورة يكون لقاء سعيدا، بل قد يكون ممثلا لقمة العقوبة والعذاب، ذلك أن الله تعالى يتولى حساب عباده عن جرائمهم؛ فيمتلئون ألما وحزنا، لا على جرائمهم وحدها، وإنما على فوات حظهم من ربهم.. ذلك أنه بدل أن يتجلى لهم رحيما لطيفا كريما شكورا، تجلى لهم بغضبه وانتقامة وسخطه، وكان في إمكانهم أن يتفادوا ذلك.

وهذه المعاني هي نفسها التي يقصدها علماء السلوك والتزكية، فهم أورع وأعرف بالله من أن يشبهوه بخلقه، أو يعتقدوا أن في وصاله أي شائبة حسية، ولذلك تُحمل كل تعابيرهم على ذلك.

ومن ذلك ما عبر عنه بعضهم في تعريف الحجاب بقوله: (الحجاب بين العبد والله: هو ليس السماء والأرض، وليس العرش والكرسي، وإنما هو ظنك وأنانيتك، فانتزعهما لتصل إلى الله)([455])

وقال آخر: (الحجاب: انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق)([456])

وقال آخر: (الحجاب هو جهالة النفس بنفسها وغفلتها عنها) ([457])


[455] محمد بن المنور، أسرار التوحيد في مقامات أبو سعيد، ص 323.

[456] كمال الدين القاشاني، اصطلاحات الصوفية، ص 57 0

[457] إسماعيل حقي البروسوي، تفسير روح البيان، ج 4 ص 460،461 (بتصرف)

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست