responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 358

 

البرازخ والنشات

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن البرازخ والنشآت التي وردت الإشارة إليها في النصوص المقدسة، وعلاقتها بالأسماء الحسنى، وعلاقتها بعد ذلك بالنفس المطمئنة ورضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن من مقتضيات ربوبية الله تعالى لعباده وتربيته لهم أن يمروا على مراحل مختلفة تُصقل بها نفوسهم، وتهذب، لتصبح مستعدة لما يفاض عليها من الكمالات.

وذلك يشبه الطفل الصغير الذي يبدأ في طعامه بلبن أمه، لأنه لا طاقة له بغيره من الأطعمة، ثم يتدرج إلى أن يصبح قادرا على هضم غيره..

وهكذا في الإدراك أخبر الله تعالى عن تلك القدرات التي وهبت للإنسان حتى يتمكن بها من فهم ما يجري حوله بطريقة تصاعدية، قال تعالى: ﴿ وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: 78]

وبناء على هذا أخبرنا الله تعالى أن خلق الإنسان مر بأطوار ونشآت متعددة، وهو الآن في نشأة منها، وقد بقيت له نشآت غيرها، قال تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لله وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح: 13، 14]

وهذه لا تعني ما يذكره أولئك الغافلون الذين توهموا أن الإنسان نشأ من غيره من الكائنات، فذلك يتنافى مع القرآن الكريم، فالله تعالى يذكر أن لكل حيوان عالمه الخاص به، قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأنعام: 38]

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست