responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 182

 

العطا والمنع

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن إدارة الله تعالى لشؤون العطاء والمنع، والقبض والبسط، والكرم والتقدير، وأسرارها، ومعارفها، وأثرها في النفس المطمئنة، وسر علاقتها برضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن انفراد الله تعالى بكل شؤون العطاء والمنع، والقبض والبسط من الأسس التي تقوم عليها وحدانية الله تعالى في تدبيره لملكه، وتنظيمه له، ولو أن الشركاء تنازعوا في هذا التدبير لاختل نظام الكون.

ولذلك كان من أسماء الله تعالى الحسنى الدالة على ما يتعلق بشؤون العطاء والمنع اسمه المركب (المعطي المانع)([232])، وهو يفيد أن كل ما يحصل في الكون من عطاء وأرزاق وهبات هي فضل من الله تعالى، وكل ما فيه من منع فهو من مقتضيات حكمته تعالى.

ومن أسمائه تعالى الدالة عليه أيضا اسمه المركب (القابض الباسط)، وهو يعني أن كل ما في الكون من قبض أو بسط هو من نتائج مشيئة الله وإرادته وحكمته.

ولهذه المعرفة آثارها الكبيرة على النفوس، بل يستحيل أن تطمئن من دونها، ذلك أنه لو وكل إلى الله العطاء، ووكل لغيره المنع، لتشتت النفوس، وانقسمت على نفسها، واحتارت من ترضي هل ذلك الذي يعطيها، أم ذلك الذي يمنعها.

ولذلك كان تفرد الله تعالى بهذه الشؤون جميعا، تنظيما لها، حتى يكون العطاء في محله المناسب، والمنع في محله المناسب.


[232] وقد فسر المانع بمعنى الحافظ، أي أن الله تعالى برحمته يمنع عبده من أسباب هلاكه، وليس مرادنا منه هنا هذا المعنى، وإن كانت غايته هذا المعنى.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست