responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 181

أمور دينك ودنياك، فلا تنظر إلى الخلق من حيث الدرجات التي وضعوها لأنفسهم، وإنما تنظر إليهم من حيث الدرجات التي وضعها الله لهم، وهي درجات التقوى والإيمان والصلاح.. فانظر إليهم بقدر قربهم من الله، وحبهم له، ولا تنظر إليهم بحسب ما لديهم من الدنيا وأموالها وجاهها؛ فكل ذلك ستغير عليه الأيام، وستنجلي الحقائق يوم القيامة عن الواقع الحقيقي الذي غفل الخلق عنه بركونهم للأهواء.

لقد أشار الله تعالى إلى ذلك، ودعا إلى وضع ذلك اليوم في الحسبان، فقال: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3)﴾ [الواقعة: 1 - 3]، فهي تخفض المرتفعين المستكبرين، وتريهم صورهم الحقيقية التي كانوا يسترونها بكبريائهم وطغيانهم، وفي نفس الوقت ترفع أولئك البسطاء الذين خفضهم الظلمة، واحتقرهم الناس، لتريهم صورهم الحقيقية الممتلئة بالجمال، والذي كان مغطى بذلك الوشاح الدنيوي الذي حال بين البشر ورؤيتهم.

فاسع ـ أيها المريد الصادق ـ لأن تكون من أهل الدرجات الحقيقية، أولئك الذين يجلسون على منابر النور، ويشربون من أحواض الأنبياء، فدرجات الدنيا لا تساوي شيئا أمام درجات الآخرة، قال تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 21]

وفي الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة أهل الغرف، كما تراءون الكوكب الدري الغارب في الأفق الطالع، في تفاضل أهل الدرجات)، فقالوا: يا رسول الله، أولئك النبيون؟ فقال: (بلى، والذي نفسي بيده، وأقوام آمنوا بالله وصدقوا الرسل)([231])


[231] رواه أحمد (2/ 339) والترمذي برقم (2556)

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست