responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

 

العلم الواسع

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن علم الله تعالى الواسع، والذي يشمل كل شيء دق أو جل، ويستوعب الماضي والحاضر والمستقبل، ويحيط بأصناف الكائنات صغيرها وكبيرها.. وعن أثره في النفس المطمئنة ورضاها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك بأن يقين النفس المطمئنة بعلم ربها الواسع الشامل المحيط هو الذي يجعلها ممتلئة بالتسليم والإذعان والطمأنينة له.. ذلك أنها تعلم أنه يجمع بين السعتين: الرحمة والعلم.. ومن جمع بينهما لا يصدر منه إلا الخير والفضل والكرم.

ولتعرف ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ عن كثب.. فاسأل من شئت من الناس عن طبيب يجمع كل خبرات الأطباء وعلومهم، وفي نفس الوقت يحمل قلبا حنونا لطيفا على مرضاه، يتألم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، ويستعمل كل الوسائل لإنقاذهم من عللهم.. فهل تراهم يفرحون به، ويرضون عنه أم لا؟

وإن شئت أن تزداد يقينا فخيرهم بين طبيب كثير الرحمة لكنه قليل العلم.. وبين طبيب كثير العلم لكنه قد يكون أقل من صاحبه رحمة.. فستجدهم يختارون صاحب العلم الكثير، لأن تخصصه في علمه هو الذي يفيدهم، وهو الذي يحتاجون إليه.

ولهذا ترى الأطباء يذكرون مع أسمائهم الشهادات العلمية التي نالوها، والمؤتمرات التي حضروها، والكتب التي ألفوها، وعدد المرضى الذين أجروا لهم عمليات ناجحة، وكل ذلك ليملأوا قلوب زبائنهم من المرضى ثقة في علمهم.

وهكذا غيرهم من أصحاب الوظائف.. فكلمهم يقرون بأفضلية الأعلم على غيره، ذلك أن علمه وخبرته هي التي تتيح له أن يؤدي الوظائف الموكلة إليه أحسن قيام.

اسم الکتاب : معارف النفس الراضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست