responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84

التسبیح و التقدیس

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن التسبيح والتقديس، ودورهما في السير والسلوك، وفي التخلق والتحقق، وسر ما ورد حولهما في النصوص المقدسة، والجوانب العملية المرتبطة بكل ذلك.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن التسبيح والتقديس من أركان السير إلى الله التي وردت الدعوة إليها في النصوص المقدسة، ولا يمكن لأي سالك، أو طالب لمعرفة الله أو التواصل معه، أو التخلق بأخلاق الأولياء والصديقين إلا أن يسبح الله ويقدسه في كل حين، وبكل لطائفه؛ والتقصير في ذلك انحدار وسقوط وبعد وحجاب.

ذلك أن التسبيح والتقديس يتعلق بأعظم حقائق الوجود، وهو الله تعالى، والذي لا يمكن معرفته من غير تنزيهه عن كل ما لا يليق به، وقد ورد في الحديث أن رجلا من اليهود سأل رسول الله a فقال: يا محمد أخبرني عن الكلمات التي اختارهن الله لإبراهيم عليه السلام، فقال a: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، فسأله اليهودي عن تفسيرها، فقال a: (علم الله جل وعز أن بني آدم يكذبون على الله، فقال: سبحان الله، تبريا مما يقولون، وأما قوله: الحمد لله، فإنه علم أن العباد لا يؤدون شكر نعمته، فحمد نفسه قبل أن يحمدوه، وهو أول الكلام، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمته، وقوله: لا إله إلا الله يعني وحدانيته لا يقبل الله الأعمال إلا بها، وهي كلمة التقوى، يثقل الله بها الموازين يوم القيامة، وأما قوله: الله أكبر فهي أعلى الكلمات، وأحبها إلى الله عز وجل، يعني أنه ليس شئ أكبر مني لا تفتتح الصلوات إلا بها لكرامتها على الله) ([138])


[138] بحار الأنوار، (90/ 167)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست