اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى&﴾ (لقمان: 22)، وقال مثنياً على إبراهيم عليه
السلام ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ﴾ (البقرة: 131)
ولهذا
نفى الله تعالى الإيمان على من لم يسلموا له، أو وجدوا حرجا في أنفسهم من شرائعه، قال
تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (النساء: 65).
وكل
ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ لا يؤتي ثماره ما لم يتحقق القلب بالإخلاص، ولهذا تسمى
كلمة التوحيد كلمة الإخلاص، قال تعالى: ﴿أَلا لله الدِّينُ الْخَالِصُ﴾
(الزمر: 3)، وقال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ﴾ (البينة: 5)، وقال: ﴿قُلْ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً
لَهُ دِينِي﴾ (الزمر: 14).
وقد
ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله
خالصاً من قلبه)([136])
وقال
a: (إن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه
الله) ([137])
هذه
رسالتي إليك ـ أيها المريد الصادق ـ فتأمل ما فيها من مناهج السلوك، وأكثر من ذكر
هاتين الكلمتين العظيمتين إلى أن يمتلئ بها قلبك وكل جوانحك.. لتثمر بعد ذلك في
نفسك كل الثمار الطيبة.