اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 641
صوت وألحان جاز إنشاده مع الألحان؛ لأن
أفراد المباحات إذا اجتمعت كان ذلك المجموع مباحاً. ومهما انضم مباح إلى مباح لم
يحرم إلا إذا تضمن المجموع محظوراً لا تتضمنه الآحاد)
ومثل
ذلك النظر فيه من حيث إنه محرك للقلب ومهيج لما هو الغالب عليه، (فلله تعالى سر في
مناسبة النغمات الموزونة للأرواح حتى إنها لتؤثر فيها تأثيراً عجيباً، فمن الأصوات
ما يفرح، ومنها ما يحزن، ومنها ما ينوم، ومنها ما يضحك ويطرب، ومنها ما يستخرج من
الأعضاء حركات على وزنها باليد والرجل والرأس، ومهما كان النظر في الغناء باعتبار
تأثيره في القلب لم يجز أن يحكم فيه مطلقاً بإباحة ولا تحريم، بل يختلف ذلك
بالأحوال والأشخاص واختلاف طرق النغمات، فحكمه حكم ما في القلب)
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما أحدثك عنه من دور هذه الوسيلة في
التزكية والترقية.
الترويح والتزكية:
أما
دور الترويح الذي ذكرت بالتزكية؛ فهو ظاهر، ذلك أن التشدد في تحريم اللهو المباح
سيجر صاحبه إلى اللهو الحرام، أو يجعله يعيش في حياته في ضنك وضيق وحرج، مع أن
الله تعالى لم يقصد من دينه إلا تربية عباده وتزكيتهم، لا إيقاعهم في الحرج، ولذلك
عاتب الله تعالى من يحرمون ما أحل الله من الزينة، فقال: ﴿قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ
الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
[الأعراف: 32]
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 641