اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 63
على التوحيد الذى يترجمه (لا إله
إلا الله وحده لا شريك له).. والإيمان
بالقدرة التي يترجم عنها (له الملك)..
والإيمان بالجود والحكمة الذي يدل عليها (وله الحمد).. فمن
قال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شىء قدير) تم له الإيمان الذي هو أصل التوكل.
ومنها ما رغب فيه رسول الله a
بقوله: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان
إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)([85])
ومنها
ما رغب فيه رسول الله a بقوله: (قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة)([86])، وبقوله a: (أكثروا من قول لا حول ولا
قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة)([87])
وهكذا
اشتملت هذه الأذكار على كل ما يملأ العقل والقلب بكل أصناف المعارف التي يحتاجها،
وفي جمل قصيرة يسيرة لذيذة، تحمل من روعة البيان ما ينسجم مع معانيها الرفيعة.
وهذا
يريك ـ أيها المريد الصادق ـ مدى بعد أولئك الذين نفرت نفوسهم من تلك الأذكار النبوية،
وراحوا يضعون من عندهم أنفسهم أذكارا مملوءة بالألغاز
والشطحات التي قد يتفوه بها من يدرك معانيها ومن لا يدرك، بخلاف التعابير النبوية
الواضحة التي ينهل منها الخواص والعوام كل بحسب طاقته، وبحسب همته.. فالماء
واحد.. والشارب متعدد.