اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 623
حَتَّى
يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا
عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ&﴾ (لأنفال:72)، ففي هذه الآية الكريمة حض على نصر المؤمنين بعضهم بعضا،
وهو مما لا يمكن تحققه للمعتزلين المحايدين.
وقد
قال a يحض
على رعاية هذا الركن من أركان الأخوة الإيمانية:(المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا
يخذله)، وقال:(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوماً،
فكيف أنصره ظالما؟)، قال:(تمنعه من الظلم؛ فذلك نصرك إياه)([1236])
ومثل
ذلك نصيحة الخلق مسلمين وغيرهم، والتي لا يمكن تحققها من دون المخالطة المشروعة،
كما أشار إلى ذلك قوله تعالى:﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ﴾(البلد:17)، وقال:﴿إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ﴾(العصر:3)
وإلى
هذا الإشارة بقول لقمان عليه السلام في وصيته لابنه:﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ
وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ
إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (لقمان:17)
وقد
اعتبر القرآن الكريم هذا الركن خاصة من خصائص هذه الأمة، فقال تعالى:﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (آل عمران: 110)
واعتبر
أداء هذا الركن من علامات المؤمنين الصادقين، فقال:﴿يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (آل عمران:114)
واعتبره
بعد ذلك من علامات صحة التمكين في الأرض، قال تعالى:﴿الَّذِينَ إِنْ