responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 608

على ركبته فذهبت أطرده فقال لي: دعه يا هذا، هذا لا يضرّ ولا يؤذي وهو خير من الجليس السوء.

وقيل لبعضهم: ما حملك على أن تعتزل الناس؟ قال: خشيت أن أسلب ديني ولا أشعر.

و قال آخر: اتّقوا الله واحذروا الناس فإنّهم ما ركبوا ظهر بعير إلّا أدبروه، ولا ظهر جواد إلّا عقروه، ولا قلب مؤمن إلّا خرّبوه.

و قال آخر: أقلل المعارف فإنّه أسلم لدينك وقلبك، وأخفّ لسقوط الحقوق عنك لأنّه كلّما كثرت المعارف كثرت الحقوق وعسر القيام بالجميع.

وكل هذا ـ أيها المريد الصادق ـ لا يؤخذ على إطلاقه، وإنما باعتبار المحل الذي يكون فيه المؤمن؛ فإن كان بين ناس مؤمنين صالحين تفيده صحبتهم، وتهذبه وتؤدبه؛ أو كان بين ناس يمكنهم أن يستفيدوا منه، أو يتأدبوا على يديه؛ فخلطة هؤلاء أفضل، لأنه بين أن يستفيد منهم، أو يفيدهم.

ولذلك لم يبق إلا أولئك المنحرفون المنغلقون الذين سدوا آذانهم عن سماع المواعظ أو النصائح، فلذلك كان الأولى تركهم، وسؤال الهداية لهم؛ فلعلها تأتيتهم من أبواب أخرى غير بابه.

ولهذا أمر الله تعالى الرسل عليهم السلام باعتزال أقوامهم بعد اليأس منهم، كما قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (يوسف:110)

العزلة المؤقتة:

أما العزلة الثانية، وهي المؤقتة ـ أيها المريد الصادق ـ فهي تلك التي يطلق عليها

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 608
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست