responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 602

العزله التربویه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن العزلة وأنواعها، ودورها في التزكية والترقية، والفرق بينها وبين الرهبانية التي لا يزال بعض أهل الكتاب يمارسونها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن العزلة ـ بضوابطها الشرعية ـ من أحسن المدارس التربوية، لما لها من دور كبير في التزكية والترقية، ولذلك وردت النصوص المقدسة بالحديث عنها، والثناء على أهلها.

وحتى لا تقع في سوء الفهم لتلك النصوص، مثلما وقع لبعض السالكين إلى الله، أذكر لك أن العزلة التربوية نوعان: عزلة دائمة، وعزلة مؤقتة بوقت محدود.

وسأشرح لك كلا النوعين، وآثارهما في التزكية والترقية، وما يدل عليهما من النصوص المقدسة.

العزلة الدائمة:

أما العزلة الأولى؛ فهي تلك التي يضطر إليها بعض المؤمنين نتيجة سكنه في بيئة منحرفة تماما، وقد عجز عن إصلاحها، وعجز مثل ذلك عن الرحيل عنها؛ فاضطر لأجل ذلك إلى السكن بين أهلها من غير أن تكون له أي مخالطة معهم، لأنه علم أن تلك المخالطة ستضر بدينه، وقد تضر بدنياه.

ومثل هذا من رأى أن مجالس أصدقائه وجيرانه ممتلئة بالآفات من الغيبة والنميمة وغيرها، وقد عجز أن يصلحهم، أو يوجههم؛ فاضطر إلى مقاطعتهم، خشية أن تسري إليه أدواءهم، أو يكون شريكا لهم في جرائمهم.

وإلى هذا النوع الإشارة بقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام ـ عندما عجز عن

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 602
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست