اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 599
هذه هي حدود وظيفة المرشد، والتي لا يصح له أن يتجاوزها، أما تلك الدعاوى
العريضة التي يزعمها بعض المشايخ لأنفسهم، وأن في إمكانهم تحويل مريديهم إلى
صديقين، ولو من غير سلوك، ولا مجاهدات، ولا رياضات روحية؛ فإن ذلك لم يكن للرسل
عليهم السلام أنفسهم.. فقد صحبهم من انحرفوا عنهم، ومن تحولوا إلى فسقة ومفسدين،
فهل يمكن أن تكون قدرة الشيخ أعظم من قدرة الرسل عليهم السلام؟
لذلك لا تغتر ـ أيها المريد الصادق ـ إن أتاح الله لك صحبة بعض المشايخ
الصالحين؛ فالعبرة ليست في الشيخ وإنما في صدقك وإرادتك وإخلاصك.
أهلية المرشد:
أما
أهلية المرشد، وقدرته على أداء وظيفته في التزكية والترقية؛ فقد نص الحكماء عليها
تحذيرا للمريدن من أن يقعوا بين أيدي الدجالين.
وقد
عبر بعضهم عن ذلك، فقال: (قد درج أشياخ الطريق كلهم على أن أحدا منهم لم يتصدر
للطريق إلا بعد تبحره في علوم الشريعة، ولم يكن أحد في عصر ممن العصور إلا وعلماء
ذلك الزمان يتواضعون له ويعملون بإشارته)([1203])
وقال
آخر: (من كان فيه خمس خصال لا تصح مشيخته: الجهل بالدين.. وإسقاط حرمة المسلمين..
والدخول فيما لايعني.. واتباع الهوى في كل شيء.. وسوء الخلق من غير مبالاة)
وقال
آخر: (الشيوخ هم العارفون بالكتاب والسنة، قائلون بها في ظواهرهم، متحققون بها في
سرائرهم، يراعون حدود الله تعالى، ويوفون بعهد الله، قائمون براسم الشريعة، لا
يتأولون في الورع، آخذون بالاحتياط، مجانبون لأهل التخليط، مشفقون على