اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 597
لذلك، أم ليس صالحا، حتى لا يتلاعب بنفسك
المتلاعبون والتجار والدجاجلة.
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأشرحه لك من كلا الجانبين.
وظيفة المرشد:
أما وظيفة المرشد ـ أيها المريد الصادق ـ فهي محصورة في توجيهك إلى ما تهذب
به نفسك، بعد تشخيصه لأدوائك، مثلما يفعل الطبيب الذي يعالج الأمراض بعد تعرفه
عليها.
وقد قال بعضهم معبرا عن هذا الدور: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به
لا محالة، ليهديه إلى سواء السبيل، فإن سبيل الدين غامض! وسبل الشيطان كثيرة
ظاهرة، فمن لم يكن له شيخ يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة، فمن سلك سبل
البوادي المهلكة بغير خفير، فقد خاطر بنفسه وأهلكها، ويكون المستقل بنفسه كالشجرة
التي تنبت بنفسها، فإنها تجف على القرب وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر، فمعتصم
المريد شيخه فليتمسك به)([1200])
ثم ذكر بعض الممارسات التي يقوم بها الشيخ المربي عند تربيته المريدين، فذكر
أن على (الشيخ المتبوع الذي يطبب نفوس المريدين ويعالج قلوب المسترشدين أن لا يهجم
عليهم بالرياضة والتكاليف في فن مخصوص وفي طريق مخصوص ما لم يعرف أخلاقهم
وأمراضهم، وكما أن الطبيب لو عالج جميع المرضى بعلاج واحد قتل أكثرهم فكذلك الشيخ
لو أشار على المريدين بنمط واحد من الرياضة أهلكهم وأمات قلوبهم، بل ينبغي أن ينظر
في مرض المريد وفي حاله وسنه ومزاجه وما تحتمله بنيته من الرياضة، ويبني على ذلك
رياضته) ([1201])