اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 595
المرشد المربی
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن مشايخ التربية والإرشاد الذين ذكرهم علماء
التزكية، واعتبروهم من الضرورات التي يحتاج إليها السالك، والتي لا يمكنه تزكية
نفسه، ولا ترقيتها من دونهم.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك ـ ابتداء ـ أن التزكية والترقية وظائف شرعية مرتبطة
بالنبوة، وهي الوحيدة المخولة ببيان ضرورة أي شيء، أو عدم ضرورته.. ذلك أنها تستمد
معرفة الحقائق من المصادر المعصومة، لا التي اختلط فيها الحق بالباطل، والمقدس
بالمدنس.
ولذلك؛
فإن ما يذكرونه حول هذه المسائل ممتلئ بدخن كثير، ولا ينجو منه إلا من لم يترك
دينه لأحد من الناس.. مهما كانت مرتبته.. ومهما كانت الدعاوى التي يدعيها.
وقد
ورد في الحديث عن رسول الله a أنه قال لبعض أصحابه: (دينك دينك إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن
تأخذ.. خذ الدين عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا)([1197])
وقال
الإمام الصادق: (إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة فتصدّقه في كلّ ما قال)([1198])
وقال
الإمام الباقر: (كلّ من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه
غير مقبول، وهو ضالّ متحيّر، والله شانئ لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها
وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلمّا جنّها اللّيل بصرت بقطيع من غير راعيها،