responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 593

القرآن الكريم، ومن بحر النبوة الذي لم يكدر.. فاحرص على جمعها، وقراءتها، والاستماع لها، حتى يتنور قلبك بنورها.

ومن أمثلتها قول الإمام علي يعظ ابنه الإمام الحسن: (أحي قلبك بالموعظة، وأمته بالزّهادة، وقوّه باليقين، ونوّره بالحكمة، وذلّله بذكر الموت، وقرّره بالفناء، وبصّره فجائع الدّنيا، وحذّره صولة الدّهر، وفحش تقلّب اللّيالي والأيّام، واعرض عليه أخبار الماضين، وذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين، وسر في ديارهم وآثارهم، فانظر فيما فعلوا وعمّا انتقلوا، وأين حلّوا ونزلوا، فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبّة، وحلّوا ديار الغربة، وكأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم) ([1192])

ومنها قوله لبعض أصحابه: (يا نوف، طوبى للزّاهدين في الدّنيا، الرّاغبين في الآخرة، أولئك قوم اتّخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن شعارا، والدّعاء دثارا، ثمّ قرضوا الدّنيا قرضا على منهاج المسيح.. يا نوف، إنّ داود عليه السّلام قام في مثل هذه السّاعة من اللّيل، فقال: إنّها لساعة لا يدعو فيها عبد إلّا استجيب له، إلّا أن يكون عشّارا، أو عريفا، أو شرطيّا) ([1193])

ومنها قوله عند رجوعه من صفّين، بعد أن أشرف على القبور بظاهر الكوفة: (يا أهل الدّيار الموحشة، والمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التّربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق، أمّا الدّور فقد سكنت، وأمّا الأزواج فقد نكحت، وأمّا الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟)، ثمّ التفت إلى من كان معه، فقال: (أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم: أنّ خير


[1192] نهج البلاغة: الكتاب رقم (31)

[1193] نهج البلاغة: الحكمة (104)

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست