اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 583
ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق
ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا منتنة)([1170])
وقال:
(الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)([1171])
وقال:(إن
من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم
القيامة بمكانهم من الله)، قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: (هم قوم تحابوا
بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم
على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)، وقرأ هذه الآية:﴿أَلَا
إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)﴾
(يونس)([1172])
وسئل
a: يا
رسول الله أي جلسائنا خير؟ قال: (من ذكركم الله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه،
وذكركم في الآخرة عمله)([1173])
وعن
أبي ذر قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم ؟ قال: (أنت
يا أبا ذر مع من أحببت) قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: (فإنك مع من أحببت)،
فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله a
([1174]).
وقد
روي في الحديث ما يدل على دور هذه الصحبة الصالحة في التزكية والترقية، فقد روي أن
النبي a
آخى بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم
الدرداء متبذلة([1175])،
فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو