responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 582

تستطيعوها فاعلموا أنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير)

وقال عند استشهاد عمار بن ياسر: (إن امرأ من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمار، ولم يدخل عليه بقتله مصيبة موجوعة، لغير رشيد. رحم اللّه عمارا يوم أسلم، ورحم اللّه عمارا يوم قتل، ورحم اللّه عمارا يوم يبعث حيا. لقد رأيت عمارا ما يذكر من أصحاب رسول اللّه a أربعة إلا كان الرابع، ولا خمسة إلّا كان الخامس. وما كان أحد من أصحاب محمد a يشكّ في أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين، فهنيئا لعمار الجنة، عمار مع الحق أين ما دار، وقاتل عمار في النار) ([1169])

وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ يمكنك أن تعقد الصحبة مع هؤلاء عبر مطالعة سيرهم، والدعاء لهم، والشعور بحضورهم؛ فالصاحب الحقيقي هو من صاحب روحك، لا من صاحب جسدك.

وهذا لا يعني ألا تتخذ من المؤمنين المعاصرين لك من تصاحبهم؛ فمعاذ الله أن يقول أحد ذلك.. ولكن احرص على أن تنتقي منهم من يعينك على دينك، لا من يجعلك يوم القيامة تقول نادما: ﴿يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا﴾ [الفرقان: 27 - 29]

وقد قال رسول الله a في فضل الصحبة الصالحة: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك (يعطيك)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه


[1169] أنساب الأشراف: ج 1 ص 174 ح 419، والطبقات الكبرى: ج 3 ص 262.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 582
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست