اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 561
وهذا
ليس مرتبطا بقوانين الدنيا فقط، وإنما هو قانون عام يشمل كل شيء، وقد قال بعض
الحكماء يذكر دوره في التزكية: (إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها،
وطرد الدنيا عنها)
وعبر
آخر عن ذلك، فقال:(ما فارق الخوف قلبا إلا خرب)
وعبر
عنه آخر، فقال:(الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا
عن الطريق)
وهو
ما دلت عليه النصوص المقدسة الكثيرة التي تعتبر الخوف المتولد من الإنذار سوطا
يضرب به السالك نفسه حتى يقاوم الانحراف، ويقوم الاعوجاج، ويصحح السلوك.
ومن
تلك النصوص قوله تعالى، وهو يدعو رسول الله a أن ينذر الكافرين أو المقصرين
بما أعد الله تعالى لهم من عقوبات على انحرافهم:﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ
يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ
وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (الأنعام:51)، فقد اعتبرت الآية
الكريمة الإنذار وسيلة من وسائل تحصيل التقوى، وأسلوبا من الأساليب الداعية إليها.
ومن
الأمثلة على ذلك تلك النصوص التي تحذر من القتل، وكل ما يؤدي إليه، كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ
يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء:
93]
ومثله
ما ورد من الأحاديث كقوله a:(أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 561