اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 552
الأمة من خلال التبشير والإنذار الذي
اعتبره الله تعالى من وظائفه المكملة والمساعدة على وظيفة التزكية.
ومن
الأمثلة على ذلك ما حدث بعض أصحابه عنه، قال: شهدتُ من النبي a مجلسًا وصفَ فيه الجنَّة حتى
انتهى، ثم قال في آخر حديثه: (فيها ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَت، ولا خطر
على قلب بشر) ثم قرأ: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16، 17])([1110])
فهذا
الحديث يبين منهج رسول الله a في التزكية، وتوظيفه لنعيم الجنة في ترغيب المؤمنين في الأعمال
الصالحة.
ومن
الأمثلة على تلك الأعمال الصالحة التي لها دورها في الترقية، والتي كان رسول الله a يرغب في
الجنة حين الدعوة إليها، ما ورد في قوله في الدعوة لتعميق الحقائق الإيمانية في
النفس: (من
شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد
الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق أدخله الله
الجنة على ما كان من العمل)([1111])
ومثله ما روي أن رجلا جاء إلى النبي a، فقال: دلني على عمل
أعمله، يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار قال: (تعبد الله لا تشرك به شيئًا،
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك) فلما أدبر، قال رسول الله a: (إن تمسك بما أمر به دخل
الجنة)([1112])