responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 547

أعده الله للمؤمنين أصحاب الأعمال الصالحة، ولو كان ذلك قادحا في الإخلاص لما ذكره رسول الله a.

لذلك لا تصغ ـ أيها المريد الصادق ـ لمن يحتقرون الجنة ونعيمها، ويتوهمون أن ذلك من الكمال؛ فما كان للكامل أن يحقر ما عظم الله، أو يجحد فضل الله على عباده بما أعده لهم من النعيم.

والكامل هو الذي يتعامل مع كل صفة أو فعل إلهي بما يقتضيه؛ فإن ذكر النعم شكرها، وإن ذكر البلاء تعوذ منه، وصبر عليه إن نزل به، وإن ذكر الله أحبه وعبده وأخلص له..

وسأضرب لك مثالا يقرب لعقلك هذا.. أرأيت إن كان لك أستاذ تحبه وتحترمه كثيرا، وتشعر أنك تستفيد منه.. فكلفك بالقيام بحل مسألة من المسائل الصعبة، وأخبرك أن حلك لها سيفيدك كثيرا في مستقبلك العلمي.. وأخبرك أنك من خلالها يمكنك أن تنتقل إلى مركز من مراكز الأبحاث الكبرى، وقد تنال هناك الجوائز الكثيرة.

فرحت ـ بناء على ما ذكره ـ تقوم بحل تلك المسألة، وتفرح بتكليفه لك بها، وأنت تشعر أنك ستقوم بذلك، حتى لو لم يعدك بما وعدك به.. فيكفي عندك أن يطلب منك ذلك.. لكنك في نفس الوقت فرحت بطلبه، وزاد في تشجيعك، لأنه يتيح لك فرصا أخرى للعلم والبحث.. فهل ترى ذلك قادحا في إخلاصك لأستاذك؟

وهكذا الأمر بالنسبة للمؤمنين المخلصين الذين يشعرون أن عبادتهم لله ليست لطلب العوض، وإنما لكونه يستحق العبادة.. ولكن ذلك لا يعني احتقار الهدايا التي وعدهم بها، لأن في احتقارها إساءة لمن أهداها.. بالإضافة إلى أن طمع المؤمنين في الجنة ليس لما أتيح فيها من النعيم الحسي فقط، بل لما فيها من النعيم المعنوي، وأولها الظفر بالقرب

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست