وغيرها
من الآيات الكريمة التي تدعو إلى النظر فيما حصل للأمم السابقة، والذين بقيت آثار
بعضهم تشهد على ما كان لهم من قوة، ولكنهم في نهاية المطاف خرجوا من الدنيا من غير
أن يأخذوا منها شيئا.
ومن
الأمثلة عنها كل الآيات القرآنية التي تقص قصص الأنبياء وغيرهم، والتي لم تذكر في
القرآن الكريم إلا لغرض العبرة، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي
قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ
تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [يوسف: 111]
ولهذا
لا يهتم القرآن الكريم بتفاصيل الأحداث، بقدر اهتمامه بنواحي العبرة فيها، ولذلك
قد تتكرر القصة في المحال المختلفة، بناء على تنوع العبر الموجودة فيها.
وهكذا
ورد في أحاديث رسول الله a وأئمة الهدى ما يدعو إلى الاعتبار والاستبصار، ومنها قوله a جوابا لمن
سأله عن محتويات صحف موسى عليه السلام، فقال له a: (كانت عبرا كلها، وفيها: عجب لمن
أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار لم يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها
لم يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل؟)([1074])