responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 515

ينتهض العاجز عن العمل بسبب الظلمة للعمل عند إدراك البصر ما لم يكن يبصره)([1063])

وقد ذكر بعض الحكماء كيفية استخدام الفكر في التزكية؛ فذكر أن على السالك ـ ليجتنب المثالب التي تسيطر عليه، وتحول نفسه إلى نفس أمارة ـ التفكر في كل ما يفعله ثلاثة أنواع من التفكير([1064]):

الأول: التفكر في أنه مكروه عند اللّه أم لا؛ فرب شيء لا يظهر كونه مكروها، بل يدرك بدقيق النظر.

الثاني: التفكر في أنه إن كان مكروها في طريق الاحتراز عنه، وإن كان محبوبا في كيفية الدوام عليه.

الثالث: أن هذا المكروه هل هو متصف به في الحال، فيتركه، أو هو متعرض له في الاستقبال فيحترز عنه، أو قارفه فيما مضى من الأحوال فيحتاج إلى تداركه.

وبما أن الأفعال التي يمارسها الإنسان أو يتصف بها أربعة أنواع: الطاعات، والمعاصي، والصفات المهلكات، والصفات المنجيات؛ فإن على السالك أن يتفكر فيها جميعا.

ويبدأ ذلك بالمعاصي؛ فيفتش صبيحة كل يوم جميع أعضائه تفصيلا، ثم بدنه على الجملة، هل هو في الحال ملابس لمعصية بها فيتركها، أو لابسها بالأمس فيتداركها بالترك والندم، أو هو متعرض لها في نهاره فيستعد للاحتراز والتباعد عنها فينظر في اللسان، ويقول: إنه متعرض للغيبة، والكذب، وتزكية النفس، والاستهزاء بالغير، والمماراة، والممازحة، والخوض فيما لا يعنى، وغيرها من المكاره.. فيقرر في نفسه أنها مكروهة عند اللّه


[1063] إحياء علوم الدين: 4/427.

[1064] إحياء علوم الدين، 15/ 67.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست