responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 514

واستجلاب معرفة ليست حاصلة. فهذا هو الفرق بـين التذكر والتفكر)([1062])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأذكره لك من كيفية استعمال هذه الوسيلة العظيمة في التزكية والترقية.

الفكر والتزكية:

أما دور الفكر في التزكية ـ أيها المريد الصادق ـ فيتضح لك من خلال المراحل التي تتحول فيها الفكرة إلى حالة نفسية، ثم إلى سلوك عملي، وقد ذكر الحكماء لذلك خمس مراحل، هي:

1. التذكر وهو إحضار المعرفتين في القلب.

2. التفكر وهو طلب المعرفة المقصودة منهما.

3. حصول المعرفة المطلوبة واستنارة القلب بها.

4. تغير حال القلب عما كان بسبب حصول نور المعرفة.

5. خدمة الجوارح للقلب بحسب ما يتجدّد له من الحال.

وذلك يشبه من يضرب الحجر على الحديد؛ فيخرج منه نار يستضي ء بها الموضع، فتصير العين مبصرة بعد أن لم تكن مبصرة، وتنتهض الأعضاء للعمل، فكذلك زناد نور المعرفة هو الفكر، فيجمع بين المعرفتين كما يجمع بين الحجر والحديد، ويؤلف بينهما تأليفا مخصوصا كما يضرب الحجر على الحديد ضربا مخصوصا، فينبعث نور المعرفة كما تنبعث النار من الحديد، ويتغير القلب بسبب هذا النور حتى يميل إلى ما لم يكن يميل إليه. كما يتغير البصر بنور النار فيرى ما لم يكن يراه، ثم تنتهض الأعضاء للعمل بمقتضى حال القلب، كما


[1062] إحياء علوم الدين: 4/426.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 514
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست