responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 476

العاقل أن يحسم مادة الشر من منبعه الأوّل وهو الخاطر فإن جميع ما وراءه يتبعه.

فإن أشكل عليه، فلم ينكشف له فليتفكر بنور العلم، وليستعذ بالله من مكر الشيطان بواسطة الهوى.. فإن عجز عن الاجتهاد والفكر بنفسه فليستضئ بنور علماء الدين، وليفرّ جهده من العلماء المضلين المقبلين على الدنيا فراره من الشيطان بل أشدّ، فقد روي أن الله تعالى أوحى إلى داود u: (لا تسأل عني عالماً أسكره حب الدنيا فيقطعك عن محبتي.. أولئك قطاع الطريق على عبادي)

فالقلوب المظلمة بحب الدنيا وشدّة الشره والتكالب عليها محجوبة عن نور الله تعالى، فإن مستضاء أنوار القلوب حضرة الربوبـية فكيف يستضيء بها من استدبرها وأقبل على عدوّها وعشق بغيضها ومقيتها وهي شهوات الدنيا؟

مراقبة القبول:

أما المراقبة الثانية، فقد أشار إليها قول الإمام علي: (كونوا على قبول العمل، أشدّ عناية منكم على العمل)([1008])

وقد روي في الحديث عن رسول الله a أنه قال: (مرّ موسى عليه السلام برجلٍ من أصحابه وهو ساجدٌ، وانصرف من حاجته وهو ساجدٌ، فقال: لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك فأوحى الله إليه: (لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبلته، أو يتحوّل عمّا أكره إلى ما أُحبُّ)([1009])

فهذا الرجل حرص على أداء العمل، ولكنه لم يحرص على توفير القابلية له، ولذلك ضاع جهده هدرا.


[1008] بحار الأنوار: 68/173، والخصال 1/11.

[1009] بحار الأنوار: 90/341، عن: عدة الداعي ص125.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست