اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 473
سبيلهم، وحينها نكون أسوأ الممثلين،
أولئك الذين يؤدون أقذر الأدوار في أخطر فلم سينمائي يرتبط به مصيرنا الأبدي.
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن المراقبة وإن كانت دائمة مستمرة، إلا
أنها تشتد في حالين:
أولاهما:
قبل العمل بالحرص على مشروعيته وإذن الله فيه.
وثانيهما:
أثناء العمل بأدائه بالصورة التي طلبها الشرع، والحفاظ على المحبطات التي تفسده.
مراقبة المشروعية:
أما المراقبة الأولى، فقد أشار إليها قوله تعالى:﴿وَلَا تَقْفُ
مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ
أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)﴾ (الإسراء)
وفي
الحديث، قال رسول الله a: (الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من
النّاس. فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى
حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإنّ لكلّ ملك حمى ألا وإنّ حمى الله في أرضه
محارمه ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه،
ألا وهي القلب)([1004])
وقال
الإمام علي: (الهوى شريك العمى، ومن التوفيق التوقف عند الحيرة، ونعم طارد الهم
اليقين، وعاقبة الكذب الندم، وفي الصدق السلامة، رب بعيد أقرب من قريب، وغريب من
لم يكن له حبـيب، والصديق من صدق غيبه، ولا يعدمك من حبـيب سوء ظن، نعم الخلق
التكرم، والحياء سبب إلى كل جميل، وأوثق العرى التقوى، وأوثق سبب أخذت