responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 458

وبناء على هذا التشبيه راح يذكر المرابطات المرتبطة بالنفس وتزكيتها، فقال: (كما أن الشريك يصير خصما منازعا يجاذبه في الربح، فيحتاج إلى أن يشارطه أولا، ويراقبه ثانيا، ويحاسبه ثالثا، ويعاقبه أو يعاتبه رابعا، فكذلك العقل يحتاج إلى مشارطة النفس أولا، فيوظف عليها الوظائف، ويشرط عليها الشروط، ويرشدها إلى طرق الفلاح ويجزم عليها الأمر بسلوك تلك الطرق، ثم لا يغفل عن مراقبتها لحظة، فإنه لو أهملها لم ير منها إلا الخيانة وتضييع رأس المال، كالعبد الخائن إذا خلاله الجوّ وانفرد بالمال ثم بعد الفراغ ينبغي أن يحاسبها ويطالبها بالوفاء بما شرط عليها، فإن هذه تجارة ربحها الفردوس الأعلى، وبلوغ سدرة المنتهى مع الأنبياء والشهداء، فتدقيق الحساب في هذا مع النفس أهم كثيرا من تدقيقه في أرباح الدنيا) ([977])

وبناء على هذا شرح كيفية إجراء المشارطة، فذكر أن المشارطة هي أن (يشارط النفس ويأخذ منها العهد والميثاق في كل يوم وليلة مرة ألا يرتكب المعاصي، ولا يصدر منها شيء يوجب سخط الله. ولا يقصر في شيء من الطاعات الواجبة، ولا يترك ما تيسر له من الخيرات والنوافل. والأولى أن يكون ذلك بعد الفراغ عن فريضة الصبح وتعقيباتها، فيخاطب النفس ويقول لها: يا نفس! مالى بضاعة سوى. العمر، ومهما فني فنى رأس المال. ووقع اليأس عن التجارة، وطلب الربح، وهذا اليوم الجديد، وقد أمهلني الله فيه بعظيم لطفه، ولو توفانى لكنت أتمنى أن يرجعنى إلى الدنيا يوما واحدا لأعمل صالحا، فاحسبي أنك توفيت ثم رددت، فإياك أن تضيعي هذا اليوم، فان كل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها، يمكن أن يشترى بها كنزا من الكنوز لا يتناهى نعيمها أبد الآباد) ([978])


[977] إحياء علوم الدين، 15/ 7.

[978] جامع السعادات، ج 3، ص: 94.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 458
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست