اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 453
أذرى،
يفعل بي ذلك سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي
قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا)([970])
وقام
زهير بن القين، وقال: (والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت، حتى أقتل هكذا ألف
مرة، وإن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك)([971])
وهكذا
عبر الجميع عن وفائهم.. فاحفظ كلماتهم، لترددها في الوقت الذي يحتاج منك
المستضعفون المظلومون إلى النصرة، لتقف معهم، لا على الحياد، ولا مع أهل الباطل..
فكلاهما في الشر سواء.
وإن
شئت أن تكون أكثر صدقا، فردد كل يوم مع الصالحين المنتظرين للمهدي الذي اتفقت
الأمة جميعا على كونه المخلص الموعود الذي يمحو الله به كل تحريف وقع في الدين،
وعلى يديه يتم النصر الأكبر الذي وعد به الأنبياء عليهم السلام.. مثله بين عينيك،
وقل: (اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهدا وعقدا وبيعة له
في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبدا، اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين
عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، والممتثلين لأوامره والمحامين عنه، والسابقين
إلى إرادته والمستشهدين بين يديه)
و
بذلك تهيء نفسك لنصرته، وللتحضير له، حتى إذا ما شرفك الله بأن تعيش زمانه، لم تكن
من أعدائه، وإنما من أنصاره.. ولم تكن من الراغبين عنه، وإنما من الراغبين فيه.