responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 448

حاضرتان لا تغيبان إلا على الغافلين.. بل أنت نفسك تخاطبه في كل صلاة وغيرها وتسلم عليه بصيغة المخاطب، وأنت تعلم أنه يسمعك ويرد عليك.

وهو لا يعني أن رسول الله a يسمع سلامك فقط، بل هو يسمع غيره أيضا.. فاجعل من ذلك الغير معاهدتك له على الاستقامة والصلاح.

وقد ألف بعض الحكماء كتابا في هذا سماه [لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية]، وقد قال في مقدمته: (اعلم يا أخي أن رسول الله a لما كان هو الشيخ الحقيقي لأمة الإجابة كلها، ساغ لنا أن نقول في تراجم عهود الكتاب كلها: أخذ علينا العهد العام من رسول الله a، أعني معشر جميع الأمة المحمدية، فإنه a إذا خاطب الصحابة بأمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب انسحب حكم ذلك على جميع أمته إلى يوم القيامة، فهو الشيخ الحقيقي لنا)([960])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أنه قد ورد في النصوص المقدسة نوعان من المعاهدات، إحداهما ترتبط بالنفس، بتزكيتها وتربيتها وترقيتها، والثاني مرتبط بالأمة بالحفاظ على وحدتها وعزتها وقوتها.

معاهدة التزكية:

أما المعاهدة الأولى، وهي معاهدة التزكية؛ فهي ترتبط بإصلاح النفس وتهذيبها، ولذلك على المريد الصادق إذا رأى خللا في نفسه أن يسارع لعلاجه عبر معاهدة يجريها بينه وبين ربه، يعاهده فيها على ألا يكرر ذلك الخطأ.. وإن رأى تقصيرا في طاعة من الطاعات، راح يبايع الله تعالى على الالتزام بها.. وهكذا تصبح البيعة وسيلة لإلزام نفسه، مثلما كان يفعل رسول الله a مع أصحابه في تربيته لهم.

 


[960] لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية، ص7.

اسم الکتاب : مدارس النفس اللوامة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست